الكويت :دولة في طريقها لليُتم ومرضعتها البصرة
بقلم : سمير عبيد
#تمهيد:-
بطبيعتي لا أتردد في قول ونشر آرائي مهما كانت النتائج. لأني لا أنتمي إلا للعراق حصراً. فلا أحب المجاملات على الحقيقة. والحقيقة هنا ان الكويت في طريقها للزوال كدولة مؤثرة في المنطقة والاقليم. فالكويت قطعت شوطاً في التفكك الداخلي “سياسياً وأقتصادياً وإجتماعياً ونخبوياً وأمنياً … الخ ” .وحتى حدث تفكك داخل ( أسرة آل الصباح الحاكمة) خلال السنوات الأخيرة. الكويت اليوم تشبه رجل وصل الى سن مابعد التقاعد،وهو السن الذي عنده يستسلم الجسد لنهش الأمراض والعلل والهموم استعدادا للرحيل. وكثيرا ما نرى البعض من هؤلاء يكابرون في هذا السن .وهذا حال الكويت الآن !
#لمحة مهمة جداً:
١-في عام ٢٠١١ انتهت صفة الكويت كدولة من قبل مؤسسيها وهم البريطانيين. في هذا العام بالذات دعي امير الكويت الراحل صباح الأحمد الصباح لزيارة لندن واللقاء مع جلالة الملكة اليزابيث التي رحلت أخيراً.وهي اول زيارة لأمير كويتي بهذا الاستقبال وتلك المراسيم وبإشراف الملكة شخصياً حيث العربة الملكية التي تجرها الخيول والتي جلس فيها الامير الكويتي الى جوار الملكة البريطانية اليزابيث ( صاحبة الصولجان ) في الحكومة العالمية التي تدير العالم !
٢-في هذا العام وتلك الزيارة أنتهت الكويت كدولة وعندما منحت الملكة اليزابيث أمير الكويت صباح الأحمد الصباح لقب ( لورد)وهو لقب بريطاني ولكنه مكافأة نهاية الخدمة له ولآل الصباح كحكام لدولة الكويت.وان هذه الاسرار يعرفها نصف آل الصباح ويعرفها وزير الخارجية الكويتي الحالي والذي هو من الشخصيات المهمة في الكويت.والرجل بعقلية وثقافة اميركية .
٣-ومنذ عام ٢٠١١ بدأ التداعي والوهن في الكويت حتى وصلت الكويت الى مرحلة مصنع انتاج الحكومات غير المُعمرة. فبات مشهد تغيير الحكومات في الكويت ماركة كويتية مسجلة .لا بل ولاول مرة في تاريخ الكويت اصبح مجلس الامة ” مجلس الشورى او البرلمان” في واد والحكومات في واد ، ومجلس الأمة في واد والشعب الكويتي في واد آخر . فدخلت الكويت في الفوضى السياسية والتداعي الاقتصادي منذ اكثر من 8 سنوات وحتى الآن!
#الهندسة البريطانية :-
١-البريطانيون هم صنّاع دولة الكويت .أي هم رب الكويت . وبالتالي لهم الأمر في عيشها ونهايتها .وقبل ان يغيروا هوية الكويت من “دولة ” الى ” ضيعة بريطانية يقودها لورد أسمه صباح الأحمد الصباح ” قاموا ببناء وتشييد ( ميناء مبارك الكبير ) بأموال كويتية وباشراف وتخطيط بريطاني. وأشرف على تشييده مجرم الحرب و رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير حيث اشتركت شركاته في انشاء هذا الميناء ( والذي هو ميناء بريطاني بواجهة كويتية ).وشيّد الميناء في مكان اختير عمداً وبمواصفات عالمية ودولية ليكون هو البديل عن ميناء الفاو الكبير و هو ( الحلقة المهمة في خط الحرير الجديد ) الذي طرحته الصين أخيرا ( فستكون البصرة ومن خلال ميناء مبارك هي الاهم في خط الحرير الجديد ) وهي رافعة بريطانيا لتكون أحدٍ اعمدة العالم متعدد الاقطاب !
٢-البريطانيون لديهم ( مخطط بمراحل ) ومن أجله وافق لهم أمير الكويت ( اللورد) السابق صباح الأحمد الصباح على تأسيس قاعدة بحرية بريطانية شمال الكويت اي قبالة العراق . ومن مراحل المخطط :-
#المرحلة الأولى :- انهاء الكويت كدولة لوحدها .بل سوف ترتبط بالعراق كونفدراليا ( وسيكون ارتباطها بالبصرة) … اي البصرة هي المرضعة المرشحة للكويت لكي تبقى الاخيرة على قيد الحياة.وسوف يُربط ماتبقى من نفطها وثرواتها الى النفط والثروات العراقية ” التي لن تنضب” وسيكون في العراق نظام سياسي جديد يواكب هذه المتغيرات و ( يخلو من الفسادين والفاشلين ، ويخلوا من الاسلام السياسي الراديكالي).وليس لسلطة المرجعية الدينية سطوة عليه !
#المرحلة الثانية :-وهناك مرحلة اخرى تعمل عليها بريطانيا وهي إعادة ( اقليم المحمرة والاحواز ) الى العراق ايضا. والهدف هو ضم( النفط والثروات التي في عربستان ) الى نفط وثروات العراق والكويت . وحينها ستعود بريطانيا عظمى ثانية ولكن من خلال الاقتصاد والطاقة، ومن خلال الهيمنة على ( المثلث الأسود الأغنى في العالم ) وهو ( نفط العراق والكويت وعربستان ). ومن هنا سوف لن تتمكن الصين من الاسغناء عن بريطانيا وبالعكس . وستكون بريطانيا في الآمر الناهي في العراق وتلك المنطقة !
#الكويتيون يحاولون قلب الطاولة !
١-يحاول الكويتيون وخصوصا الذين لا يعلمون بما تقدم من اسرار ومخططات يحاولون قلب الطاولة من خلال التصعيد مع العراق والتمدد شمالا بحجة تأمين منطقة آمنة و فاصلة بين العراق والكويت . ولقد نجحوا بعض الشيء من خلال الاستيلاء على بعض الاراضي والموانيء والمياه من خلال الرشا والهدايا الضخمة لضعاف النفوس في مصدر القرار العراقي( وهؤلاء سوف يحاسبون يوما حساباً عسيرا)
٢-فالكويتيون يحاولون وباي صورة كانت تغيير خارطتهم من خلال التمدد برا وبحرا. وهي تعلم اي الكويت أن الخرائط البريطانية كافة تؤكد عائدية الكويت للعراق. ولكنهم تعودوا على شراء ذمم العالم والمنظمات الدولية ( ولكن هذا الزمن ولى وانتهى ) وبالتالي فلا غرابة من تحركات بعض الكويتيين على العراق اخيرا فنثروا الاموال الضخمة والهدايا على بعض السياسيين والمشرعين ورموز المجتمع والاعلاميين الفاسدين الذين تواطؤ مع الكويت من جهة. ومن جهة اخرى باتوا يهددون بكشف الاسماء التي استلمت الرشا من الكويت لكي ينهض هؤلاء ويكونوا لولي كويتي داخل العراق !
#دول الخليج !
الانظمة الخليجية تتوقع حدوث ربيع خليجي. وكل دولة تحاول دفعه بعيدا عنها. ولكن معظم دول الخليج باتت متيقنة ان الكويت باتت أرض رخوة ومهيئة لربيع كويتي. ولهذا اندفع الكويتيون للتحرش بالعراق اخيرا بمحاولة منهم فرض ( منطقة آمنة ) شمال الكويت وداخل الاراضي العراقية واشغال العراقيين بهذا الملف لتبتلع الكويت خور عبد الله وميناء الفاو وام قصر ( وهي حسابات كويتية خائبة ) لتصبح مهيئة لمنع الربيع الكويتي . ولكن هذا كله هراء !
سمير عبيد
١٠ ايلول ٢٠٢٣